﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 حب الله هو الدين 

القسم : متفرقات عقائدية   ||   التاريخ : 2025 / 02 / 12   ||   القرّاء : 1346

🔴 #حب_الله_هو_الدين
🔹 #الله_كنز_الحب_الخفي
جاءَ في [إنجيل مَتَّىٰ الإصحاح ١٣: الآية ٤٤]: "يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ كَنْزًا مُخْفًىٰ فِي حَقْلٍ، وَجَدَهُ إِنْسَانٌ فَأَخْفَاهُ. وَمِنْ فَرَحِهِ مَضَىٰ وَبَاعَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ وَاشْتَرَىٰ ذلِكَ الحَقْلَ". كما جاءَ في الحديث القدسيِّ عَنِ اللّٰهِ تعالىٰ: "كُنْتُ كَنْزًا مَخْفِيًّا، (فَأحْبَبْتُ) أَنْ أُعْرَفَ، فَخَلَقْتُ الخَلْقَ لِكَيْ أُعْرَفَ".
أمَّا أنَّ اللّٰهَ كَنْزٌ، فهذا بَيِّنٌ، فهو تعالىٰ (الصَّمَدُ)؛ أي المُسْتَوْدَعُ لكلِّ خيرٍ لا يَنْفَدُ، يُؤْتَىٰ للحاجةِ إليهِ، ولا يأتي لِعَدَمِ حَاجَتِهِ إلىٰ أحَدٍ.
وأمَّا أنَّهُ كنزٌ (مُخْفًىٰ)، فهو ليس تعبيرًا حقيقيًّا؛ إذْ لا يخفىٰ علىٰ أحدٍ أنَّه تعالىٰ نورُ الوجودِ الظاهرُ بنفسِه المُظْهِرُ لغيرِه. وما نِسْبَةُ الخَفَاءِ إليه إلا للإشارةِ إلىٰ أنَّه كان في الأزَلِ ولم يكنْ معه أحدٌ لِيَعْرِفَهُ أصْلًا؛ فَانْتَفَتِ المعرفةُ لانْتِفَاءِ العارِفِ لا لِخَفَاءِ المعروفِ.

🔹 #الله_كرم_مطلق
إنَّ اللّٰهَ كَرَمٌ مُطْلَقٌ وَبِأَعْلَىٰ دَرَجَاتِ الكَرَمِ؛ لذلك فهو لا يَجُودُ علىٰ الموجودِ الذي يَسْأَلُهُ العطاءَ أو لا يَسْأَلُهُ فَحَسْبُ، بل جُودُهُ كما وَسِعَ الموجودَ، كذلك وَسِعَ غيرَ الموجودِ أيضًا؛ حيث أَخْرَجَنَا مِنْ ظُلُمَاتِ العَدَمِ ليَتَكَرَّمَ علينا بالوجودِ أوَّلًا، ثُمَّ نَكُونَ مَحَلًّا قابِلًا لِفَيْضِ كَرَمِهِ ثانيًا؛ فَكُلُّنَا رَشْحَةٌ مِنْ رَشَحَاتِ وُجُودِهِ، وَذَرَّةٌ مِنْ ذَرَّاتِ فَيْضِ جُودِهِ.

🔹 #كيف_نحب_الله؟
قد عَرَفْنَا مِمَّا تَقَدَّمَ أنَّ اللّٰهَ هو كَنْزُ الخيرِ المُطْلَقِ وصَمَدُهُ ومُسْتَوْدَعُهُ، وقد ابْتَدَأَنا بالحُبِّ؛ إذْ أَوْجَدَنا لِيُكْرِمَنا بِنِعَمِهِ التي لا تُحْصَىٰ، وهذا أسمىٰ مَصَادِيقِ الحُبِّ؛ إذْ لا ينتظرُ الحبيبُ أنْ يَلْقَىٰ حَبِيْبَهُ ليكونَ مَحَطَّ إِكْرَامِهِ، بل يُوجِدُهُ في سَاحَةِ كَرَمِهِ لِيَشْمُلَهُ بِنُورِ مَحَبَّتِهِ الذي لا يُحْجَبُ، ويَرْوِيهُ مِنْ ماءِ نَبْعِها الذي لا يَنْضَبُ.
ومِنْ هُنَا وَجَبَ علينا أنْ نُبادِلَهُ الحُبَّ سواءٌ بِحُجَّةِ شُكْرِهِ أم اسْتِحْقَاقِهِ؛ كما جاءَ في الحديثِ القُدْسِيِّ: "يا ابْنَ آدَمَ إِنِّي لَكَ مُحِبٌّ، فَبِحَقِّي عَلَيْكَ كُنْ لِي مُحِبًّا".
ولا يخفىٰ أنَّ مِنْ أُولىٰ مراتبِ الحُبِّ أنْ نَكُونَ أُمَناءَ علىٰ ما وَهَبْنَاهُ الحبيبُ تعالىٰ؛ فلا نستعملُ جَوَارِحَنا وجَوَانِحَنا التي وَهَبْنَاهَا إلا فيما يَقُودُنا إلىٰ الكمالِ ويُرْجِعُنا إلىٰ ذي الجلال: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً}.
وما (الدِّيْنُ) سوىٰ إشاراتِ سَيْرٍ تَرُدُّنا إلىٰ صِراطِ الكمالِ المستقيمِ، وتُوثِقُ تَعَلُّقَنا بِحَبْلِ الدليلِ المَتِينِ، فيما إذا انْحَرَفَتْ خُطانا عَنْ جَادَّةِ سعادةِ الدَّارَيْن (الدنيا والآخرة)؛ وقد تَقَدَّمَ مِنَّا أنَّ: "الدِّيْنُ خَارِطَةُ حَيَاةٍ سَعِيْدَةٍ نَحْوَ آخِرَةٍ أَسْعَدَ".
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 خطر إهمال الخمس

 التسليم عند ديفيد هاوكينز

 العدالة الاجتماعية بين الفطرة والتجربة

 هل النبيُّ أمِّيٌّ

 نشر الأعمال العباديَّة عن النبيِّ وأهل البيت

 ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر

 التحايل السياسي (الإمام علي والمغيرة - نُصْحُ اليومِ وتحايلُ الغدِ)

 الإسلام القرآني

 انتقال السيدة العذراء

 أرز الله

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 بيان النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر

 الإقامة والتردد

 الاستعاذة

 صلاة الوحشة والعزاء

 طاقة التسليم الروحي

 رمضان مهبط الكتب السماوية

 تحليل موضوعي لحديث المبشرين بالجنة

 تلذُّذ النفس وتألمها

 خمس العين حال اختلاف قيمتها

 القدير القادر

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net