﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام) 

القسم : الأئمة الاثني عشر   ||   التاريخ : 2011 / 01 / 25   ||   القرّاء : 18471

- هو: أبو محمد زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
-  أمه: شاهزنان بنت الملك يزدجر بن كسرى، آخر ملوك الفرس.
-  ولادته: ولد يوم الخامس أو العاشر من شهر شعبان سنة 37 أو 38 من الهجرة في خلافة جده أمير المؤمنين عليه السلام، وقد نص عليه بالإمامة أبوه وجده.
- استشهاده: استشهد في 25 محرم سنة 95 من الهجرة وعمره 57 سنة إثر سم دسه له هشام بن عبد الملك بأمر أخيه الوليد. وقد شهد واقعة الطف مع أبيه أُخِذَ أسيراً مع عيال أبيه وعماته إلى الكوفة ومنها إلى الشام، ولقي المصائب الكبيرة من بني أمية، وعاش بعد أبيه بخمس وثلاثين سنة. ما قدم له طعام ولا شراب إلا ذكر أباه (عليه السلام) وعطشه، وهكذا لم يفتر عن هذا إلا أن اسْتُشْهِدْ.
كان أفضل أهل زمانه علما وزهدا وعبادة وكرما وتواضعا، ويكفي دلالة على فضله (عليه السلام) الأدعية المأثورة عنه مثل الصحيفة السجادية ودعاء السَحَرْ وغيرها البالغة أعلى مراتب الفصاحة والبلاغة.
-كرمه وسخاؤه: فقد كان (عليه السلام) يحمل الجراب مملوءاً طعاماً ودراهماً في كل ليلة ويطوف به على بيوت الفقراء في المدينة ويناولهم وهو متلثم لئلا يعرفه أحد.
وروى الرواة أنه إذا توضأ للصلاة إصْفَر لونه فيقال له: ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقف .. وإذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة فيقال له: مالك يا ابن رسول الله؟ فيقول: ما تدرون لمن أريد أن أناجي. ووقع حريق في داره وهو ساجد، فاجتمع الناس وقالوا: النار النار يا ابن رسول الله، فلم يكترث ولم يرفع رأسه حتى أطفئت فقيل له: ما الذي ألهاك عنها؟ فقال: ألهتني النار الكبرى، إلى غير ذلك من المرويات الكثيرة التي تحدثت عن بره ومعروفه وسماحته وعبادته وسخائه.
وكان مع كل ذلك مهابا معظما، فقد دخل على عبد الملك بن مروان الذي كان حاقدا عليه، فلما نظر إليه مقبلاً عليه قام إليه وأجلسه وأكرمه، فقيد لابن مروان في ذلك فقال: لما رأيته امتلأ قلبي رعبا. ولما دخل على مسلم بن عقبة في المدينة قال: لقد ملئ قلبي منه خيفة.
- السجاد وهشام بن عبد الملك:
جاء في رواية السبكي في طبقات الشافعية أن هشام بن عبد الملك حج في بعض السنين فطاف حول البيت وحاول أن يلمس الحجر الأسود فلم يجد لذلك سبيلاً من كثرة الزحام فوضع له كرسيا في ناحية من نواحي الحرم وجلس ينتظر أن يخف الزحام عن الحجر الأسود ليلمسه ووقف حوله أهل الشام، وفيما ينظر إلى الناس إذ أقبل الإمام زين العابدين (عليه السلام) وكان من أحسن الناس وجها وأطيبهم إرجاً على حد تعبير الراوي فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر إنفرج له الناس، ووقفوا له إجلالاً وتعظيماً حتى إذا استلم الحجر وقبله والناس وقوف ينظرون إليه وكأنما على رؤوسهم الطير، فلما مضى عنه عادوا إلى طوافهم، هذا وهشام بن عبد الملك ومن معه من أهل الشام يرون كل ذلك ونفس هشام يعبث فيها الحقد والحسد، أما من كان معه من وجوه الشام فكانوا لا يعرفون الرجل الذي هابه الناس وأفرجوا له عن الحجر، والخليفة حاول هو وجنده أن يجدوا ممرا إلى الحجر فلم تجدهم المحاولة. فالتفت أحدهم إلى هشام بن عبد الملك وسأله: من هذا الذي هابه الناس هذه المهابة فقال: لا أعرفه، مخافة أن يرغب فيه أهل الشام. وكان الفرزدق الشاعر حاضراً فقال: أنا أعرفه. فقال الشامي: ومن هو يا أبي فراس؟ ومضى على البديهة في وسط تلك الجموع المحتشدة يقول:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
إذا رأته قريش قال قائلها إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله  بجده أنبياء الله قد خُتِموا
وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم

إلى آخر القصيدة التي تبلغ نحوا من 30 بيتا تقريبا كما في رواية ابن الجوزي والسبكي في طبقات الشافعية.
- من كلامه عليه السلام:
كان (عليه السلام) يوصي أصحابه بأداء الأمانة ويقول: فوالذي بعث محمداً بالحق لو أن قاتل أبي الحسين ائتمنني على السيف الذي قتل به لأديته إليه.
وجاء عنه (عليه السلام) أنه قال لولده الإمام أبي جعفر محمد الباقر (عليه السلام) حين حضرته الوفاة: يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلا الله. وكان (عليه السلام) يقول: من استجار بأحد إخوانه ولم يجره فقد قطع ولاية الله عنه.
ويقول: إن لله عباداً يسعون في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة ومن أدخل على مؤمن سرورا فرح الله قلبه يوم القيامة.



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

البحوث الفقهية

البحوث العقائدية

البحوث الأخلاقية

حوارات عقائدية

سؤال واستخارة

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 كَبُرْتُ اليوم

 الاستدلال بآية الوضوء على وجوب مسح الرجلين

 العدالة

 السعادة

 قوى النفس

 البدن والنفس

 تلذُّذ النفس وتألمها

 العبادة البدنية والنفسية

 العلاقة بين الأخلاق والمعرفة

 المَلَكَة

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 سفر الطلاب

 اتجاه القبلة

 السفر قبل وبعد الزوال

 الزواج المؤقت من المشهورة بالزنا

 غسل الميت بجبيرة ومن لا نتمكن من غسله

 طلاق من لا تحيض وهي في سن من تحيض

 وجهة نظر للرجل في تعدد الزوجات

 وجود الله تعالى 2

 علم وقدرة الله تعالى

 المد العارض للسكون

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net