﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 سياسة الحصان (في الأدب السياسيّ)  

القسم : متفرقات ثقافية   ||   التاريخ : 2025 / 04 / 21   ||   القرّاء : 299

🐎 سياسة الحصان (في الأدب السياسيّ) 

وقعَ حصانُ أحدِ المزارعينَ في بئرٍ، وكانتْ نَضِبَةً مِنَ المياهِ. ثم بدأَ الحصانُ بالصهيلِ مستمرًّا علىٰ هذه الحال لساعات... وكانَ المزارعُ خلالَها يفكِّرُ بطريقةٍ لاستعادةِ الحصانِ، فَلَمْ يستغرقْه التفكيرُ وقتًا حتىٰ أقنعَ نفسَه بأنَّ الحصانَ قد أصبحَ عجوزًا، وأنَّ كُلْفَةَ استخراجِه توازي ثمنَ حصانٍ جديدٍ!

نادىٰ المزارعُ جيرانَه لمساعدتِه في رَدْمِ البئرِ علىٰ رأسِ الحصانِ المسكينِ؛ وبذلك يضربُ عصفورينِ بحجرٍ واحدٍ: دَفْنُ الحصان، وَرَدْمُ البئرِ مجَّانًا بمساعدةِ الجيرانِ، وهو ما كان سيفعلُه علىٰ كلِّ حالٍ بعد أنْ نضبتْ ماءُ البئرِ.

تعاضدَ الجيرانُ علىٰ استخدامِ المجارفِ والمعاولِ لجمعِ الترابِ تمهيدًا لإلقائِه في البئرِ وصولاً إلىٰ رَدْمِه فوقَ الحصانِ الذي لم ينفكْ يصهلُ صهيلَ الخائفِ الحيرانِ؛ حتىٰ تَفَطَّنَ لنوايا صاحبِه الذي ما بَرِحَ يحملُه وينقلُه علىٰ صهوتِه مِنْ مكانٍ إلىٰ آخرَ بكلِّ إجلالٍ واحترامٍ! وهنا حَقَّ قولُ الحقِّ سبحانه: {وَهَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إلا الإِحْسَانُ}؟! ثمَّ سكتَ الصهيلُ فجأةً ليحلَّ مكانَه الصمتُ المُريبُ!

توقَّفَ الجميعُ عَنِ الردمِ، واقتربوا مِنْ حَافَّةِ البئرِ لاستطلاعِ الأمرِ! فوجدوا أنَّ الحصانَ قد شارَفَ حَافَّةَ البئرِ؛ وأنَّ كلَّ ما أهالوه عليه مِنَ الترابِ قد أصبحَ تحتَ حوافرِه؛ حيث كان يهزُّ صَهْوَتَهُ، لِيُسْقِطَه عنه، ثمَّ يعلو فوقَه حتىٰ بلغَ حافَّةَ البئرِ قافزًا خارجَه!

 

زُبْدَةُ المَخَاضِ:

لا تبرحُ الحياةُ تُلقي بأثقالِها وأوجاعِها علىٰ كاهِلِنا يومًا بعدَ يومٍ، ومهما حاوَلْنا أنْ ننساها، فهي لن تنسانا. لذا حَقِيْقٌ بنا أنْ نُلْقِيها خَلْفَنا بَدَلَ الدَّأْبِ علىٰ شكايتِها المُفْضِيَةِ إلىٰ إحباطِنا وكآبتِنا إلىٰ أنْ تَبْخَعَنا تمامًا.

ولنتطلَّعْ إلىٰ مستقبلٍ واعدٍ نجترحُه بأيدينا بإصرارِ ووثاقةِ المحاربين. فإنَّنا إنْ فَعَلْنا ذلك، فلن يَقْدِرَ أحدٌ علىٰ هزيمتِنا طالما لم نخرجْ مِنْ حَلَبَةِ الصبرِ، وما زِلْنا نواصلُ المحاولةَ تِلْوَ المحاولةِ، جاعلين مِنْ سقوطِنا كلَّ مرَّةٍ بداياتٍ جديدةً حتىٰ آخرِ نَفْسٍ نَسْتَوْفِيهِ مِنْ هذه الحياةِ التي لا تحترمُ الضعفاءَ.

وما أعظمَه مَنْهَجًا هذا القولَ النبويَّ: "إِذَا قَامَتِ السَّاعَةُ، وَفِي يَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيْلَةٌ، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أنْ لَا يَقُومَ حتىٰ يَغْرِسَهَا، فَلْيَفْعَلْ".

➖➖➖➖➖➖➖

د. السيد حسين علي الحسيني 

واتساب:009613804079



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 يا كاتبًا فرحي

 احذروا هذه الوصايا

 الله متكبر

 لا راحة في الدنيا

 حكمة الطير

 لماذا إنا لله راجعون (لا عائدون)؟

 سياسة التمساح (في الأدب السياسيّ)

 اشتمال الصلاة علي أركان الدين الخمسة

 الحشمة في الكتب السماوية

 الأخ الأكبر (الأدب السياسيّ)

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 هل الله جسم؟

 المناجاة الرابعة : مناجاة الراجين

 السفر قبل وبعد الزوال

 التقليد

 الحج والزواج

 هل الله يغفر للقاتل المتعمد؟

 فتوى شائعة مغلوطة (زكاة الفطرة لضيف ليلة العيد)

 المقتدر

 زيارة الإمام الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام)

 الركوع

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net