🔴 الوفاء بالعهد
شاركَ الصحابيُّ (حذيفة بن اليمان) بكلِّ المعاركِ والغزواتِ التي قادَها النبيُّ محمَّدٌ عَدَا (معركة بدر)؛ حيث كان قد سافرَ خارجَ المدينةِ المنوَّرةِ قُبَيْلَ وُقوعِها، فوقعَ أسيرًا في يدِ كفارِ قريشٍ، وعندَ استجوابِه أعلمَهم (تَقِيَّةً) بأنَّه في طريقِه إلىٰ المدينةِ المنوَّرةِ، ولا علاقةَ له بمحمَّدٍ وجماعتِه، (وعاهدَهم بعدمِ مقاتلتِهم). وحصلَ أنْ تَرَكَه الكفَّارُ بناءً علىٰ عهدِه، فشدَّ الرحيلَ مسرعًا إلىٰ رسولِ الإسلامِ مخبرًا إياه عنْ ما حصلَ وبعهدِهم لهم بعدمِ قتالِهم، وبأنَّ الكفَّارَ يتأهَّبون للغزوِ. فلم يسمحْ له رسولُ اللّٰهِ بالمشاركةِ في المعركةِ إيفاءً بعهدِه رغمَ قلَّةِ عددِ المسلمين وعدَّتِهم.
الخلاصة:
إنَّ النبيَّ الكريمَ أمرَ حذيفةَ أنْ يفيَ بعهدِه لكفَّارِ قريشٍ الذين أخرجوه وأهلَه والمؤمنين من ديارِهم وأوطانِهم بغيرِ حقٍّ، ونكَّلوا بهم وأزهقوا نفوسَهم وتعدُّوا على حرماتِهم، وهمُ اليومَ يستعدُّون لقتالِهم، هذا معَ صدورِ إذنٍ مِنَ السماءِ بقتالهم بقولِه تعالىٰ: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}، فلماذا؟!
الجواب:
ما ذلك إلا لأنَّ الصادقَ الأمينَ علَّم أتباعَه أنْ: {وَأَوْفُوا بِالعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا}؛ فلا ينكثوا بعهودِهم سواءٌ عهدُوا لمؤمنٍ أم لكافرٍ محاربًا كان أم لا، فَكَرِهَ أنْ ينكثَ حذيفةُ بعهدِه لهم حتى لا يُقالَ: (انظروا إلىٰ أتباعِ محمَّدٍ يكذبون وينكثون بعهودِهم، فلا أمانَ ولا عهدَ لهم!)
➖➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين علي الحسيني
واتساب: 009613804079
|