🔴 الأخ الأكبر (الأدب السياسيّ)
مصطلح (الأخ الأكبر - Big Brother): هو مصطلح يُستخدم في الأدب السياسيِّ للإشارة إلى شخصيَّة رمزيَّة تمثِّل القائد الأعلى لحزب شموليٍّ مستبدٍّ في رقابته الشاملة والمستمرَّة على الأفراد، وقمعه الدائم لإبقائهم موالين طائعين.
مبتكر الأخ الأكبر
أوَّل من ابتكر هذا المصطلح بِبُعْدِه السياسيِّ هو الكاتب البريطانيُّ (جورج أورويل) من خلال روايته (1984)، وهي واحدة من أشهر أعماله، وقد نُشرت لأول مرة عام 1949م.
وتُصنَّف الرواية ضمن أدب (الديستوبيا) أو (الواقع المُظلِم)، وتدور أحداثها في مستقبلٍ شموليٍّ خاضع لرقابة صارمة، حيث يتحكَّم الحزب الحاكم بقيادة (الأخ الأكبر - Big Brother) في كلِّ تفاصيل حياة المواطنين، حتى يأتي البطل، وهو موظف في وزارة الحقيقة، ليبدأ بالتمرُّد على النظام القمعيِّ من خلال التفكير بحريِّة محاولًا البحث عن الحقيقة.
سبب التسمية
سُمِّي هذا المصطلح بـ(الأخ الأكبر) إشارة إلى دلالتين متناقضتين تحملهما هذه الشخصيَّة الرمزيَّة، وهما:
أوَّلًا: (الظاهر الحنون)
يُقدَّم (الأخ الأكبر) كشخص يُفترض أنَّه يعتني بالمواطنين ويحميهم كالأخ الأكبر في الأسرة، وهي دلالة ظاهرها الأمان والرعاية.
- ثانيًا: (الحقيقة القمعيَّة)
وهو ما عليه واقع الأمر؛ فإنَّ (الأخ الأكبر) رمز للقمع والمراقبة المستمرَّة؛ حيث تُرفع صوره في كل مكان مع العبارة الشهيرة: "الأخ الأكبر يراقبك" (Big Brother is watching you).
إذًا، فالاسم يخدم غرضًا دعائيًّا يُخفي الوجه القمعيَّ للنظام خلف قناع الحماية والحرص، ما يجعل الطاعة له تبدو وكأنَّها واجب أخلاقيٌّ أو عاطفيٌّ أو ربَّما دينيٌّ.
أهم ملامح منظومة الأخ الأكبر
١- الرقابة المستمرة:
حيث يقوم النظام بتصوير عالم يراقب فيه الحزب الحاكم كلَّ شخص عبر الكاميرات والميكروفونات...
٢- قمع الحريَّات:
وذلك من خلال تقييد حرِّيَّة التعبير والفكر، وتجريم التفكير المستقلِّ فيما يُعرف بـ(جريمة الفكر).
٣- إعادة كتابة التاريخ:
وذلك بواسطة التحكُّم بالإعلام والمعلومات، وإعادة صياغة الوقائع لخدمة أهدافه.
٤- الخوف والترهيب:
يستخدم الحزب الحاكم الخوف كأداة للسَّيطرة عبر التهديد المستمرِّ بالعقاب أو الاختفاء.
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين علي الحسيني
واتساب: 009613804079
|