🔴 احذروا هذه الوصايا
١- قالوا: اعط أكثر من اللازم وسيتم استغلالك من الطرف المُعطى له!
🌹 ونقول: ليست غاية العطاء أن نستفيد منه بالمنظار الدنيوي الضيق، بل لإشاعة الخير في المجتمع والسعادة على مستوى الفرد والكل، فقد ثبت أن لا شيء يولد السعادة داخلنا ويشحذها مثل العطاء.
قال رسول الله: "عليكم بمكارم الأخلاق فإن ربي بعثني بها، وإن من مكارم الأخلاق أن يعفو الرجل عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، وأن يعود من لا يعوده".
وقال المسيح: "٤٤ وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، ٤٦ لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟..." [متى ٥: ٤٤، ٤٦]
٢- قالوا: قم بمسايرة مغرور وسيغتر عليك، بل قل له قولا قاسيا لعله يرجع إلى رشده!
🌹 ونقول: لم يعرف التاريخ مغرورا أكثر من فرعون الذي ادعى الألوهية، ورغم ذلك أمر الله نبييه موسى وهارون، فقال: {اذهبا إلى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا ليِّنا لعله يتذكر أو يخشى}.
٣- قالوا: تواضع للأدنى منك وقريبا لن يعرف حدوده معك وسيتجاوزها ويقلل من احترامك!
🌹 ونقول: إن أعظم شخصيات التاريخ هم الأنبياء الذين عُرِفوا بتواضعهم مع أصحابهم بل أعدائهم، وأخصر ما وُصِفَ به رسول الله: "كان كأحدنا".
وهذا المسيح يقول: "٢٩ اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. ٣٠ لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ" [متى ١١: ٢٩، ٣٠]
٤- قالوا: لا تجالس الضال، فإنك الهدف اللاحق لضلالته!
🌹 ونقول: تبليغ العلوم هو أولا وبالذات للضال وليس للمهتدي، والتوجه له بالتعليم والتأديب هو الأصل، فحينما عاتب الحواريون المسيح لأنه جالس الضالين، أجابهم: "١٢ لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. ١٣ فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً، لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ" [متى ٩: ١٢، ١٣]
٥- قالوا: إن أردت أن يتم التشهير بك فاجلس مع إنسان يتكلم عن الآخرين، فسيتكلم عنك بغيابك كما يتكلم عنهم في غيابهم!
🌹 ونقول: إن مجالسة المستغيب ليست سوءا مطلقا، بل قد تصل إلى الوجوب فيما إذا كانت لنهيه عن منكره، فيكون في مجالسته خير له، وكذا لدفع الظلم عن المستغاب وهو واجب آخر لأن نصرة المؤمن أوجب الواجبات.
٦- قالوا: سَمِّ الأشياء والعلاقات بمسمياتها، فلا تقل لصديقك: (أنت أخي)، فأخوك فقط هو أخوك وأختك هي أختك. هنالك قوالب واضحة ولا خروج عنها ولا يجب أن تتعدى بعضها على بعض!
🌹 ونقول: هذه النقطة صحيحة فيما إذا انضوت على النفاق أو الابتذال في الحميمية، ولكن يبقى التودد إلى الناس أمرًا طيِّبًا لا ينكره سليم الذوق ومستقيم الحس الإنساني، ويكفي لتعرف مناقضة هذا الكلام للفطرة أن تتوجه لأي صديق أو جار وتقول له: "أنت لست أخي، فأخي هو من ولده أبي أو أمي، أنت صديقي فقط!"، ثم انظر كيف سيراك الناس غريب الأطوار. فكن لَيِّنَ العريكة خفيض الجناح، وكما قال رسول اللّٰه: "إنكم لن تَسَعُوا الناسَ بأموالكم، فَسَعُوهم بأخلاقكم".
➖➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين علي الحسيني
واتساب: 009613804079
|