﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 الاكتئاب الصباحي  

القسم : متفرقات ثقافية   ||   التاريخ : 2025 / 05 / 29   ||   القرّاء : 574

🔴 الاكتئاب الصباحي 

في البداية نوجز تعريف (اللاوعي) أو (العقل الباطن): "وهو عبارة عن منطقة عميقة في داخلنا تنضوي علىٰ كل خبراتنا الحسية والخيالية والمعرفية بآلامها ولذاتها، والتي لا يطفو منها إلىٰ سطح وَعْيِنَا إلا بعض الإشارات". 

إذا عرفنا ذلك، فإنّ وقت الصباح، أو وقت الاستيقاظ، هو أكثر وأقرب وقت يكون فيه الوعي ملاصقًا للاوعي؛ لذلك فهو يمثِّل ذروة الأوقات التي يَتَجَمُّع فيها كل ما يشغلنا بصدق في تلك المنطقة العميقة داخلَنا حينما تكون أجسادنا نائمة بينما (لاوَعْيَنَا) مستفيقٌ؛ إذ يكون حاضرًا بقوة عند الاستيقاظ، ثم يبدأ بالتلاشي أو الانسحاب أو الابتعاد أو التستُّر شيئا فشيئا خلف ما يتم تركيز ضوء الوعي عليه من قِبَل النفس. 

فخير ما نقوم به لنرفع هذه الحالة، هو أنْ نفتح أعيننا للنور قليلا، لا أن ندخل تحت لحاف الظُّلْمة؛ لأن الاختباء في الظلام يزيد العتمة في داخلنا، والمطلوب طَرْدُها. ولا نسارع إلىٰ تجرُّع الأدوية المهدئة لطرد هذا الشبح سريعًا. وإنما يكفي أن نقوم من وضعية الاستلقاء إلىٰ الجلوس لِنُحَضِّرَ الدورة الدموية لتغيير أولوياتها استعدادًا للوقوف، ثم نعطي هذه الأحزان الجاثمة علىٰ صدورنا حقَّها ووقتها في المغادرة والأُفُول عن سمائنا، وذلك ببعض أنفاس عميقة نَجْمَعُها في أعلىٰ الصدر، ثم نَلْفُظُها إلىٰ خارج، متسالمين مع تلك المخاوف؛ بأن نُخْبِر أنفسنا بصدق، أنها لحظات ضِيْقٍ سُرْعَان ما سينجلي غبارها، لنبدأ يومًا جديدًا نعيشه، فهو فقط ما يستحق الاهتمام به الآن؛ لأن الماضي لم يعد بأيدينا فلا جدوىٰ من استذكاره، والمستقبل لمَّا يصل إلينا بعد، ولا طاقة لنا علىٰ استجلابه إلىٰ الآن. 

وأضع هنا بين دَفَّتَيْ قلوبكم هذين القَوْلَيْن:

- قول المسيح (عليه السلام): "لا يَهُمُّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه" [متىٰ 6: 34] 

- قول رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله وصحبه): "مَنْ أصبحَ مُعَافًى في بَدَنِه، مُخَلًّى في سِرْبِه، لَدَيْهِ قُوْتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّما حِيْزَتْ لَهُ الدُّنْيَا". 

➖➖➖➖➖➖➖➖

د. السيد حسين علي الحسيني 

واتساب: 009613804079 



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 وَهْمُ الكمالِ

 شجرة_البؤس: (رؤية تحليليَّة)

 مَنْ لَا يُصْلَحُ تَرْكُهُ أَصْلَحُ

 كيمياء الحب واختيار الشريك (الدوبامين - الأوكسيتوسين)

 إطالة العزاء الحسيني لأكثر من ثلاثة أيام

 صفات اللّٰه

 آداب تطبيقات التحادث

 الشذوذ في الكتب السماوية

 الفرقة الناجية

 طاقة التسليم الروحي

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 اللطيف الخبير

 توحيد الله تعالى 2

 شعبان

 الزواج الفضولي

 شبهات حول خلق الإنسان من القرآن الكريم

 المناجاة الرابعة : مناجاة الراجين

 زيارة الإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام) يوم الثلاثاء

 الكفارة

 الله متكبر

 السيدة خديجة بنت خويلد (عليها السلام)

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net