﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 لماذا خلقنا الله وما الغاية من الابتلاء 

القسم : متفرقات عقائدية   ||   التاريخ : 2025 / 02 / 12   ||   القرّاء : 1457

🔴 #لماذا_خلقنا_الله؟ #ما_غاية_الابتلاء؟
إن الله كريم بكرم لا ينفد، ومحبٌّ بحب لا يهمد، ومن كانت هذه صفاته لا يُبقي هذا الكرم والحب مُحَبَّسَينِ عنده، كنبع يتدافع ماؤه فيه دون أن يُخرجه إلى سطح الأرض ليُسقي به الحرث والنسل.
فاقتضى هذا الكرم والحب لله (سبحانه تعالىٰ)، أولا: أن يوجِد مخلوقات ليُنْعِم عليها بهذا الكرم والحب المخفِيَّيْن، عن طريق إخراجها من ظلمة العدم الحقيرة إلى الوجود الأشرف من العدم بالضرورة، وهذا مضمون قوله: "كنت كنزًا مخفيًّا (فأحببتُ) أن أُعرف، فخلقتُ الخلقَ لكي أُعرف"؛ إذ الكرم على صوَر:
- من يكرم ضيفه إذا نزل بساحه، وهو أدنى الكرماء.
- من يُلَوِّح أو يستدعي ضيفا ليجود عليه بكرمه، أو يتكفَّل يتيمًا لا صلة له به، أو يُرَبِّي حيوانا لِيُنَفِّس عن تدافع الحب في أحشائه. وهذا هو أوسط الكرماء.
- أما أعلى الكرماء وأرفعهم، فهو الذي لم يكنْ يُوْجَدُ مَنْ يُكْرِمُهُ بالمرة، فأوجد بحبه وكرمه اللامتناهي مَنْ يفيض عليه بهما، وهو الله، وبه تأسَّى الإنسان بفطرته حينما يحب أن ينجب أولادا ليحبهم ويكرمهم، ثم بعد أن يذوق طعم هذا الحب، يستعجل أحفاده.
ومن هذه المخلوقات، الإنسان الذي كرََّمه الحق (سبحانه) على كثير من مخلوقاته بما أودعه فيه من خصائص ونِعَمٍ لا تُحصى؛ ليكون قادرا على حمل أمانة التكليف في خلافته في أرضه، وهذا التكليف رغم ثقله، إلا أنه تشريف ليس بعده تشريف، وهو يعكس حبَّ الإله لابن آدم؛ حيث منحه ما لم يمنحه لغيره.
وهكذا عرفنا أن الحق سبحانه قد (ابتدأ) الإنسان بالحب أولا:
١- فبالحب أوجده؛ فقد عرفت أن أصل إيجاده لنا على أي نحو كان أمارة حب كبير.
٢- وبالحب كرّمه على غيره خلقا، فمنه العقل المخلوق الأعظم عنده تعالى.
٣- وبالحب زين له من الشهوات ما يكفي للاستمتاع في فترة رحلته الدنيوية.
٤- وبالحب أضفى على رحلته الحماسة؛ إذ جعلها محلا للتنافس.
٥- وبالحب سخر له العالم آلة له.
٦- وبالحب أرسل له دلائل تدعوه إلى السير وفق خارطة حياة سعيدة نحو آخرة أسعد، وهم الأنبياء والرسل.
٧- وبالحب جعله مختارا فلم يجبره على ما لا يريد.
٨- وبالحب ابتلاه بأنواع البلايا التي ستعترض طريقه في مسيرته نحو الكمال؛ لا لشيء إلا ليذيقه حلاوة الحب في وصْل الحبيب، والعاشق ليس عن هذا المعنى بغريب؛ إذ لا يَعرف الحبَّ إلا من ذاق في سبيله الأوجال، وكان نَهْبًا للأهوال، فلم يُثْنِه ذلك عن حبه، والشوق إلى لقائه.
فتلك ثمانية كاملة، {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها}.
فَمَنْ يفهم ويثبت على هذه المحبة، وهم صفوة الصفوة، ذاقت نفسه من حلاوة الحب ما يكفي لِيُبْصِرَ طريق الإياب الذي منه كان وسَلَكَ، فترجع إلى حبيبها الحقيقي الأوحد مطمئنةً راضيةً مرضيةً.
ومَنْ يسقط، وهو الذي حَرَم نفسه من تذوُّق ذلك الحب بسوء اختياره، كانت له معيشة ضنكًا، ويُحشر يوم القيامة أعمىٰ.
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين الحسيني
واتساب: 009613804079



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 نشر الأعمال العباديَّة عن النبيِّ وأهل البيت

 ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر

 التحايل السياسي (الإمام علي والمغيرة - نُصْحُ اليومِ وتحايلُ الغدِ)

 الإسلام القرآني

 

 انتقال السيدة العذراء

 أرز الله

 جراح الطفولة وأقنعة الأنا

 الذكورية في استعراضات الأنثى

 العائلة نواة المجتمع

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 توحيد الله تعالى 1

 بيع وهبة الأعضاء

 زواج رجال الدين المسيحيين

 أبو طالب

 كيف وسوس إبليس لأبينا آدم

 براءة الطفولة في الإنجيل

 عَظَّمَ أم أَعْظَمَ اللّٰهُ أُجُورَكُم؟

 الرزّاق الرازق

 مقدار وعمّن ولمن تدفع زكاة الفطرة

 الخافض الرافع

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net