عاشوراء والفصح اليهودي (كذبة تاريخية)
نجد في بعض كتب الحديث أن النبي (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) مر بيهود المدينة، فوجدهم في حال فرح، فسألهم عمَّا يفرحهم، فأخبروه أن هذا اليوم هو يوم انتصار موسى على فرعون، وأنهم يصومون فيه، فقال لهم: نحن أحق بموسى! فصامه، وأصبح الناس من بعده يستنون بسنته.
وفيه:
- أوَّلًا:
أنَّى للنبيِّ أن يجهل بأهم عيد يهوديِّ حتى وصل المدينة، وقد عرفهم في مكة من قبلُ ٥٣ عامًا؟!
- ثانيًا:
كيف للنبي أن يتأسى باليهود، وهو الذي كان يقلِّب وجهه في الصلاة انتظارا لأمر الله تعالى بتحويل قبلة المسلمين عن قبلة اليهود لكثرة ما أذَّوه بدعواهم أنه يتبع قبلتهم، حتى استجاب الله له، فحوَّل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة؛ حيث أنزل: {قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ...}[سورة البقرة: 144]
- ثالثًا:
لو سلَّمنا جدلًا بصحة هذه الروايات، فالسؤال البديهي هو: وهل التقويم العبري (وهو تقويم شمسي قمري وسنته 12 شهرا و13 شهرا في السنة الكبيسة) يتفق مع التقويم العربي القمري أصلا؟! يعني لو سلَّمنا أن عيد اليهود الذي رآهم فيه النبي في حال فرح صادف أنه العاشر من محرم، فهل في العام القابل أيضا والأعوام اللاحقة سيصادف في يوم عاشوراء أيضا؟! والجواب: طبعا لا؛ لأن التقويم العبري مغاير للعربي، تماما كما يحصل في شهر رمضان حيث يتغير توقيته كل عام بحسب التوقيت الشمسي. وعليه، من أراد أن يصوم يوم فرحة اليهود، فليفتش عن تاريخ عيدهم كل عام.
- رابعًا:
إذا أردتم أن تعرفوا تاريخ انتصار موسى على فرعون عند اليهود، فأنا أقول لكم:
هذا اليوم هو حدث يُحتفل به في (عيد الفصح اليهودي) (بِسَح)، ويبدأ في اليوم الخامس عشر من شهر نيسان في التقويم العبري، ويستمر لمدة سبعة أيام في الكيان الصهيوني، وثمانية أيام في الشتات خارجه. فأيُّ ربط بين الخامس عشر من نيسان والعاشر من محرم؟!
- خامسًا:
وهنا تكمن المفاجأة المُدَوِّية: هل يصوم اليهود في هذا اليوم أصلا؟!
لا يا إخوتي! لا يُستحب ولا يُفرض على اليهود الصيام خلال أيام عيد الفصح، بل على العكس تماما، إذ يُعتبر العيد وقتًا للاحتفال والفرح، حيث يُقام خلاله عشاء خاص يُدعى (سيدر) في أول ليلة (أول ليلتين في الشتات)؛ حيث يتم فيه تجنب الخبز المخمر، وتناول أطعمة خاصة كخبز الفطير (الماتزا)، وقراءة نصوص من (الهجادة) التي تروي قصة الخروج من مصر.
وهكذا عرفنا أن اليهود في عيدهم يسلكون مسلك (العقلاء) الذين لا يحرمون أنفسهم من لذة الطعام في يوم ينبغي أن يكون للفرح والابتهاج والمسرَّة.
والسلام على أمَّة اقرأ...
➖➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين علي الحسيني
واتساب: 009613804079
|