﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 الرحمن الرحيم 

القسم : الله الرحمن الرحيم الملك   ||   التاريخ : 2011 / 01 / 29   ||   القرّاء : 14867

الرحمن الرحيم:

قال الشهيد رحمه الله: هما اسمان للمبالغة من رحم، كغضبان من غضب وعليم من علم، والرحمة لغة: رقّة القلب وانعطاف يقتضي التفضل والإحسان، ومنه: الرحم، لانعطافها على ما فيها، وأسماء الله تعالى إنّما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادىء التي هي انفعال.
وقال صاحب العدّة: الرحمن الرحيم مشتقّان من الرحمة وهي النعمة، ومنه: >وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين<؛ أي: نعمة، ويقال للقرآن رحمة وللغيث رحمة، أي: نعمة، وقد يتسمّى بالرحيم غيره تعالى ولا يتسمّى بالرحمن سواه، لأن الرحمن هو الذي يقدر على كشف الضر والبلوى، ويقال لرقيق القلب من الخلق: رحيم، لكثرة وجود الرحمة منه بسبب الرقة، وأقلها الدعاء للمرحوم والتوجع له، وليست في حقّه تعالى كذلك، بل معناها إيجاد النعمة للمرحوم وكشف البلوى عنه، فالحدّ الشامل أن تقول: هي التخلص من أقسام الآفات، وإيصال الخيرات إلى أرباب الحاجات.

وفي كتاب الرسالة الواضحة: أنّ الرحمن الرحيم من أبنية المبالغة، إلاّ أنّ فعلان أبلغ من فعيل، ثم هذه المبالغة قد توجد تارة باعتبار الكمّية، واُخرى باعتبار الكيفية:
فعلى الأول قيل: يا رحمن الدنيا ـ لأنّه يعمّ المؤمن والكافر ـ ورحيم الآخرة لأنه يخص الرحمة بالمؤمنين، لقوله تعالى: >وكان بالمؤمنين رحيمًا<.

وعلى الثاني قيل: يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا، لأنّ النعم الاُخروية كلّها جسام، وأمّا النعم الدنيوية فجليلة وحقيرة.

وعن الصادق (عليه السلام): الرحمن اسم خاصّ بصفة عامة، والرحيم اسم عامّ بصفة خاصة.

وعن أبي عبيدة: الرحمن ذو الرحمة، والرحيم الراحم، وكرر لضرب
من التأكيد.

وعن السيد المرتضى (رحمه الله): أن الرحمن مشترك فيه اللغة العربية والعبرانية والسريانية، والرحيم مختصّ بالعربية.

قال الطبرسي: وإنّما قدّم الرحمن على الرحيم، لأن الرحمن بمنزلة الاسم العلم، من حيث أنه لا يوصف به إلاّ الله تعالى، ولهذا جمع بينهما تعالى في قوله: >قلِ ادعوا اللهَ أو ادعوا الرحمنَ<. فوجب لذلك تقديمه على الرحيم، لأنه يطلق عليه وعلى غيره. 



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 وَهْمُ الكمالِ

 شجرة_البؤس: (رؤية تحليليَّة)

 مَنْ لَا يُصْلَحُ تَرْكُهُ أَصْلَحُ

 كيمياء الحب واختيار الشريك (الدوبامين - الأوكسيتوسين)

 إطالة العزاء الحسيني لأكثر من ثلاثة أيام

 صفات اللّٰه

 آداب تطبيقات التحادث

 الشذوذ في الكتب السماوية

 الفرقة الناجية

 طاقة التسليم الروحي

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 حقد يزيد على الإمام الحسين بسبب امرأة

 الاستدلال بآية الوضوء على وجوب مسح الرجلين

 ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس

 التمكين في الزواج المؤقت

 المناجاة الخامِسة : مناجاة الراغبين

 التعب في العبادة

 خطبة عيد الفطر

 البارئ المصوِّر

 المدة في الزواج المؤقت ووهبها

 دعاء كميل

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net