|
حقد يزيد على الإمام الحسين بسبب امرأة
🔶 قصة زينب بنت إسخاق
وهي من أجمل النساء وأكثرهم أدبا، وقد كانت (زينب أو أرينب زوجة والي العراق عبد الله بن سلام القرشي)، وكانا مُتَحَابَّيْنِ.
- رآها يزيد بن معاوية فأُولِعَ قلبه بها وشغفته حبا جعله لا يريد شيئا من الدنيا إلا زينب. فأخبر أباه، ولكن معاوية أعرض عن ذلك بَدْوًا، فأمعن يزيد بالإساءة لأبيه والكلام عنه بأنه لم يحقق له طلبه الذي كاد يرديه.
جاءه معاوية وقال له: "لم أر ابنًا أعق منك... اكتم هذا الأمر". فأرسل وراء عبد الله وأوحىٰ إليه أن ابنته - أي ابنة معاوية - كانت لتتزوجه لولا أنه زوج زينب، فأغراه ذلك طمعًا بمقاربة السلطة، فطلق زينب، ثم رجع على معاوية ليخطب ابنته، فأدخل معاوية عليها الصحابيين (أبا هريرة وأبا الدرداء) ليسألانها، فمدحت بأدب الرجل وكرمه وفقهه، لكنها طلبت فرصة لتستخير وتستشير. ثم استعجلهما عبد الله من جديد، فلما رجعا عليها رفضته معتذرة بأنها سمعت عنه ما نفّرها منه، خاصة ما وصلها من طلاقه زينب بلا عذر. ولم يكن عُجابًا رفضُها المخالفُ لقبولها له بدوًا، فهي ابنة أبيها معاوية وربيبة مكره. وحينما بلغ ذلك عبد الله طار لُبَّه، وعلم أنها من خدع معاوية، فراح يتكلم عنه في الأمصار مما أغضب معاوية، فضيَّق عليه حتى العوز.
- أرسل معاوية أبا الدرداء ليخطب زينب ليزيد، فشد الرحال إلى العراق، فصادف أن الإمام الحسين (عليه السلام) هناك، فذهب إلى زيارته وبكى بكاء طويلا بما تذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم طلب الإمام الحسين منه أن يخطب له زينب.
- دخل أبو الدرداء على زينب ليعلمها بخاطبَيْها، فقالت: "يا أبا الدرداء لو لم تكن هنا لكنتُ أرسلتُ إليكَ لتختار لي، فما كنت قاطعة في هذا الأمر دون سؤالك". فاختار لها سبط النبي ليتزوجها الإمام الحسين بمهر عظيم، فاستفحل لذلك الحقد في قلب يزيد بن معاوية.
- ضاقت الدنيا بما رحبت على عبد الله المخدوع، خصوصًا بعد أنْ علم بزواج الإمام الحسين من طليقته زينب، ممَّا جعل مراجعتها متعذِّرةً. ثم تذكر أنه كان قد استأمنها على مال. فأتى الإمام الحسين وأخبره بالأمانة، فدخل الإمام عليها، فأخبرته أنها لم تلمس تلك الأمانة، ولم تعرف ما فيها، فأثنى عليها، وطلب منها أن تدخل على عبد الله، وكان الأخير يتوقع جفاها لما فعله معها. فدخلت عليه، ووضعت الأمانة بين يديه، ففتحها، ليجدها على ما هي عليه، فأخذ منها شيئا وقدّمه لها هدية، وقد حاك فيهما الحنين، فاستعبرا حتى دخل الإمام الحسين عليهما وقد رقَّ لهما، فأشهد الله على طلاقها قائلا: "إلهي تعلم أني لم أتزوجها لمالها ولا لجمالها، وإنما تزوجتها لأردها إلى بعلها". ثم تزوجا وعاشا حياة طيبة حتى فارقا الحياة، وقد حفظها الإمام الحسين له حتى لا يمسَّها رجل غيره.
* من المصادر:
روى القصة كلها ابن قتيبة في كتاب (الإمامة)، ورواها عبد الملك بن بدرون الحضرمي الإشبيلي في كتابه (أطواق الحمامة بشرح البسامة) وغيرهما.
➖➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين علي الحسيني
واتساب: 009613804079
|
