﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾
 
 

 التوسل 

القسم : البداء وزيارة القبور والتوسل   ||   التاريخ : 2011 / 03 / 07   ||   القرّاء : 16231

التوسل بأهل البيت (عليهم السلام):

     بداية ، إنّ العبد لا يحتاج لواسطة مع الله ؛ فإنّنا نلاحظ أنّ الأسئلة التي تُطْرح على النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في الأمور الخارجة عن ذات الله المقدّسة كانت تتصدّر بلفظة " قل " (1)، أي أنّ الله جعل النبيّ واسطة في الإجابة عن هكذا نوع من الأسئلة ، إلا في سؤال واحد انتفت هذه اللفظة ، وهو في قوله تعالى : >وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذا دَعَانِ ...< (2)؛ فإنّ هذه الآية المباركة فيها سؤال عن ذات الله المقدّسة ، لذلك انعدمت الوسائط مبدئيًّا بين الخالق والمخلوق ، إلا أنّنا نعتقد أنّ النقص الحاصل في ذوات الممكنات العاصية ، والآثام التي تجترحها ، تشكّل حجابا ، وظُلْمة ، لا نَضْمَنُ معها وصول الدّعاء على غِرار قوله تعالى : >قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنْسَى< (3)؛ عندها يأتي التوسّل بأخيار البشر ، ومن رُدَّت لهم الشّمس ، وانشقّ القمر ، عسى الله بذلك ينظر إلينا ، ويرحمنا ، فقد أرشدنا تقدّست أسماؤه إليهم بقوله : >يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله َ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الوَسِيلةَ ...< (4).

     زبدة المخضّ : إنّ التوسّل ضمان للإجابة ، ولو كان السّؤال مسموعا من الله لا محالة ، فهو السّميع البصير ، مَن عنده مفاتِح الغيب ، فمِن الغباء تصوّر التوسّل بمعنى أنّ لأهل البيت (عليهم السلام) حصّة في العبوديّة ، بل كلّ ما في الأمر أنّ للشّارع المقدّس أبواب يؤتى منها ، وأبوابه أحبَّاؤه وأصفياؤه ، وقد تعبّدنا بالدّخول منها ، واعتبر المجيء من غيرها رهان غير مضمون . الحمد لله الذي أعزّنا بمحمّد وآله صلوات الله عليهم أجمعين .

_____________________

(1) > يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ ...< سورة البقرة الآية : 189. > يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْـرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ ...< سورة البقرة الآية : 214. >يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ ...< سورة البقرة الآية : 217. >يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ...< سورة البقرة الآية : 219 . > يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمُْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ...< سورة المائدة الآية : 4.
(2) سورة البقرة الآية : 186 .
(3) سورة طه الآية : 125-126 .
(4) سورة المائدة الآية : 35 .



 
 


الصفحة الرئيسية

د. السيد حسين الحسيني

المؤلفات

أشعار السيد

الخطب والمحاضرات

فتاوى (عبادات)

فتاوى (معاملات)

البحوث الفقهية

بحوث فلسفية وأخلاقية

البحوث العقائدية

حوارات عقائدية

متفرقات

سؤال واستخارة

سيرة المعصومين

أسماء الله الحسنى

أحكام التلاوة

الأذكار

أدعية وزيارات

الأحداث والمناسبات الإسلامية

     جديد الموقع :



 وَهْمُ الكمالِ

 شجرة_البؤس: (رؤية تحليليَّة)

 مَنْ لَا يُصْلَحُ تَرْكُهُ أَصْلَحُ

 كيمياء الحب واختيار الشريك (الدوبامين - الأوكسيتوسين)

 إطالة العزاء الحسيني لأكثر من ثلاثة أيام

 صفات اللّٰه

 آداب تطبيقات التحادث

 الشذوذ في الكتب السماوية

 الفرقة الناجية

 طاقة التسليم الروحي

     البحث في الموقع :


  

     ملفات عشوائية :



 المناجاة الرابعة عشرة: مناجاة المعتصمين

 شجرة_البؤس: (رؤية تحليليَّة)

 الجواد شديد العقاب

 التوبة (2)

 سبب نزول {اليوم أكملت لكم دينكم}

 المحيي المميت

 الرؤوف

 زيارة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) يوم الأربعاء

 الاكتئاب الصباحي

 أثر الدم الحسيني على عالم التكوين

خدمات :

  • الصفحة الرئيسية
  • أرشيف المواضيع
  • أضف الموقع للمفضلة
  • إجعل الموقع رئيسية المتصفح

Phone : 009613804079      | |      E-mail : dr-s-elhusseini@hotmail.com      | |      www.dr-s-elhusseini.net      | |      www.dr-s-elhusseini.com

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net