|
🎼 نغمة الصول (حسيني) ومقامه
🎵 نغمة الصول (حسيني)
إنَّ أسماءَ النغماتِ الموسيقيَّةِ السبعةِ المشهورةِ ذاتِ المنشأِ الإيطاليِّ، هي التي تبدأُ بالـ(دو - Do) وتنتهي بالـ(سي - Si). أمَّا أسماءُ هذه النغماتِ في الموسيقى الشرقيَّةِ، فهي:
-دو (راست)
- ري (دوكاه)
- مي (بوسيليك)
- فا (جهاركاه)
- صول (نوا)
- لا (حسيني)
- سي (ماهور)
وهكذا عرفْنا أنَّ النغمةَ السادسةَ (لا) في السُّلَّمِ الموسيقيِّ الشرقيِّ تُسَمَّى: (حسيني).
🎵 مَقَامُ الحُسَيْنِيِّ
إنَّ مقامَ (الحسيني) هو أحدُ المقاماتِ العريقةِ في الموسيقى الشرقيَّةِ التي تحتوي بأصولِها وفروعِها العربيَّةِ والتركيَّةِ والكرديَّةِ والفارسيَّةِ والسريانيَّةِ الآشوريَّةِ على ما يقربُ - على قولٍ - مِنْ ٣٦٠ مقامًا موسيقيًّا.
و(مقام الحسيني) مقامٌ فرعيٌّ غيرُ مستقلٍّ برأسِه، خلافًا للمقاماتِ الشرقيَّةِ الرئيسيَّةِ الثمانيةِ، وهي: (البياتي - الحجاز - الراست - السيكاه - العجم - الكرد - النكريز - النهاوند).
وإنَّما يتفرَّعُ مقامُ (الحسيني) مِنْ عائلةِ مقامِ (البياتي)؛ لذلك يُسَمَّى أيضًا: (بياتي الحسيني).
وينضوي (مقام الحسيني) على مقاماتٍ ثلاثةٍ؛ حيث يبدأُ قرارًا على مقامِ (البياتي)، ويُعَرِّجُ على مقامِ (النهاوند) أو (الرست)، ليرجعَ ويستقرَّ ركوزًا على مقامِ (البياتي) مِنْ جديدٍ.
🎵 سُلَّمُ مَقَامِ الحُسَيْنِيِّ
يرتكزُ (مقام الحسيني) غالبًا على نغمةِ الـ(ري) قرارًا، صعودًا إلى نغمةِ الـ(ري) جوابًا؛ فيكونُ سُلَّمُهُ صعودًا كالتالي:
[ري – مي نصف بيمول ربع تون (سيكاه) – فا – صول – لا (حسيني) – سي نصف بيمول ربع تون (أوْج) – دو – ري].
ويكونُ نزولًا كالتالي:
[ري - دو - سي بيمول (عجم) - لا (حسيني) - صول - فا - مي نصف بيمول ربع تون (سيكاه) - ري].
ومِنْ أشهرِ الابتهالاتِ على مقامِ (الحسيني) ابتهالُ: (مَوْلَايَ إِنِّي بِبَابِكَ)، بصوتِ الشيخِ (مُحَمَّدٍ النقشبنديِّ)، مِنْ كلماتِ (عبدِ الفتَّاحِ مصطفى)، وألحانِ (بليغ حمدي).
🎵 سبب التسمية
- لا يوجدُ تأصيلٌ موسيقيٌّ أكاديميٌّ لتسميةِ (مقام الحسيني) بهذا الاسمِ، ولكنْ يقالُ: لعلَّ عِلَّةَ التسميةِ تعودُ إلى ما لهذا المقامِ مِنْ تأثيرٍ وجدانيٍّ عاطفيٍّ عميقٍ؛ حيثُ يَسْتَمْلِحُ المُلَحِّنُونَ استخدامَه في التلاواتِ القرآنيَّةِ والأناشيدِ الدينيِّةِ والصوفيِّةِ والابتهالاتِ والتواشيحِ، وغيرِها المرتبطِ بسيرةِ الإمامِ الحسينِ (عليه السلام) الكربلائيِّةِ العاشورائيَّةِ الحزينةِ والثائرةِ. ومِنْ هنا ارتبطَ اسمُ (الحسيني) بهذا المقامِ لِمَا يحملُه هذا المقامُ مِنْ طابعٍ روحانيٍّ حزينٍ وتأمُّليٍّ.
- أمَّا سببُ تسميةِ النغمةِ السادسةِ (لا) بـ(حسيني) في الموسيقى الشرقيَّةِ، فيعودُ - على ما قيلَ وبلا تأصيل موسيقيٍّ أكاديميٍّ أيضًا - إلى ما تقدَّمَ في تعليلِ تسميةِ (مقام الحسيني) الحزينِ مِنِ ارتباطِه بالسيرةِ الحسينيَّةِ؛ فقد قيلَ أيضًا: لعلَّ عِلَّةَ تسميةِ النغمةِ السادسةِ (لا) باسمِ (حسيني) يعودُ إلى كونِ (مقام الحسيني) وإنْ كان يرتكزُ غالبًا على نغمةِ (الري - دوكاه) كدرجةِ قرارٍ، إلا أنَّ نغمةَ (حسيني) تُشَكِّلُ المحورَ الجماليَّ أو التعبيريَّ لهذا المقامِ. إذًا، فالتسميةُ تعكسُ الوظيفةَ الموسيقيَّةَ والنفسيَّةَ لنغمةِ (حسيني) داخلَ (مقام الحسيني) أكثرَ مِمَّا تعكسُ موقعَها النَّغْمِيَّ العَدَدِيَّ فيه.
رابط تلاوة (العفاسي) على (مقام الحسيني) ⬇️
https://youtu.be/CggY_y2t5fw?si=w1lVzReZMpm5qfw2
➖➖➖➖➖➖➖
د. السيد حسين علي الحسيني
واتساب: 009613804079
|
